الاثنين، 24 أغسطس 2009

عن العشاق سألونى

عن العشاق سألونى

لم يكن السؤال غريباً وكذلك لم يكن تكراره فالمرء إنما يسأل عما يجهل أو عما يشغل باله ويلح على تفكيره . ولأن السؤال عن الحب فهو يجمع بين السببين إذا أن السائل يغيب عنه – لأسباب اجتماعية – الكثير من الحقائق من هذا المفهوم كما أن مثل هذه الأسئلة تشغل حيزا لا يستهان به من تفكيره .
وهذا السؤال وما شابهه عادى جدا فى سن المراهقة مع العلم بأن الإشارة لمرحلة المراهقة لا انتقاص فيها أبداً لمن يعيشها فهى ليست تهمة تتطلب النفى بل إنها مصطلح يطلق على فترة محدودة فى حياة كل منا وهى بمثابة الجسر الذى يربط بين الطفولة ببرائتها ومرحلة النضج بما تحمله من استقرار تفتقده مرحلة المراهقة الحالمة حينا .. الهادرة أحيانا فالاضطراب هو سمتها الغالبة . ولا يفوتنى التأكيد إنها هى المرحلة التى تظهر فيها عقليات ومواهب قد تفوق من لهم من السنين مائه 0
أما الحب فهو مفهوم لا يتجزأ إذ تتحقق فيه كل المشاعر النبيلة فيؤثر المحب على من يحب حتى على نفسه ولا ينتظر أى مقابل لقاء مشاعره وهو ما نجده فى الحب الأسمى حب الله وفى حب الوالدين وحب الوطن و حب الجنس الآخر وهو بالطبع موضوع السؤال 0
ولا يجب أن نغفل أن ثمة غرائز جعلها الله فى البشر منها غريزة الميل للجنس الآخر فهذا أمر لا جدال فيه ولكن ما يتناساه البعض أن هناك أيضاً قانوناً متمثلاً فى الشرائع السماوية ينظم هذه الأحاسيس ويكبح جماحها فمن الممكن أن تنال فتاه ما إعجاب شاب هى قريبته أو زميلته .. إعجاب وقع فى نفسه بلا تعمد ولم يتعداه قولاً ولا فعلاً . إلى هنا اعتقد – حسب رأيى – أن الأمر لا غبار عليه طالما أنه لم يتعمد وعمل بأسباب إبعاد هذا الهاجس .. ولكن الأمر يختلف كثيراً إذا ما بدر عنه قول أو فعل لترجمة هذه الأحاسيس إذ يكون هذا بمثابة الخطوة الأولى فى طريقه الخطأ كما أنه الخطوة الأولى لإثبات أنه " لا حب ولا يحزنون " وإن الأمر برمته لا يعدو كونه مجرد لهو 0
وأذكر بما قلته من أن الحب لا يتجرأ فكيف لمن يدعى الحب أن يتسبب فى إلحاقه أضرار بمن يحب وإلا فكيف نسمى ما نلحظ ونشاهد جميعاً من تجاوزات – قلت أو كثرت – باسم الحب فى أشياء يستبيحها الشاب فى فتاته من لقاءات ومكالمات وغيرها
فى حين يدرك أنه يدخلها بذلك دائرة الخطأ بدليل أن ذلك يتم بعيداًً عن الأعين وعن القنوات الشرعية وإذا لم يكن خطأ ما كان التستر عليه .. ثم يسمى هذا حباً !!
وهل هناك ضرر متصور أكثر من تشويه صورة وسمعة الفتاة التى يدعى حبها !! فالأمر فى غالبه ما هو إلا استغلال اسم الحب لإشباع متطلبات تلك الفترة الحرجة من العمر . كنت أشبه الفتاة – أية فتاة – بهدية مقدمة لك من الحلوى مغلفة بالشرائط الملونة ستعافها بالطبع إذا تناقلتها الأيدى قبل أن تصل إليك بل إنك قد تعافها لمجرد نظر الآخرين إليها وهو ما يحدث فعلاً عندما يترك الشخص ما يأكل لمجرد أن آخرين " عينهم فيها " .. وحتى لو كنت أنت هذا الآخر فالأمر لن يختلف فإذا تناولت ولو قطعة صغيرة من علب الحلوى قبل تغليفها فثق تماما إنك ستزهد فيها مهما كانت حلاوتها وستتمنى أية هدية أخرى غير التى تذوقتها 0
ولا يحتاج الأمر لكثير من الحسابات ليدرك الشاب أن – أبداً – لن يقبل أن يقترن بفتاة تحمل اسمه وتحفظ عرضة يعرف يقيناً إنها من أجله " استغفلت " ولى أمرها سواء أكان أبا أو أخاً ذلك أنه سيفكر أن الدور القادم سيكون عليه عندما يصبح هو ولى أمرها ليصبح هو الغافل الأكبر فمن أدراه أن ما فعلته لأجله لن تفعله من أجل آخر .. ولكن الاختلاف انه سيكون هذه المرة من تتندر مع الآخرين بغفلته ويكون الأضحوكة بعد أن جعل من الأب أو الأخ لفتاته أضحوكة من قبل كما أنه قد يكون بالفعل أضحوكة إذا كانت له أخت تقوم بما نقوم به فتاته وبالطبع فإن القاعدة التى يطبقها تقضى أن الأخ خارج الحسابات .. وأزعم أن نسبة تكاد تقارب المائه فى المائه من الشباب سيجيب بالنفى إذا ما سئل عما إذا كان يقبل الزواج بفتاه سبق لها أن كانت على علاقة بشاب حتى لو كان هو هذا الشاب لأن قانون اللعبة يؤكد " لا مانع من العلاقات وما شابهها أما الزواج فهو سؤال من خارج المقرر !! "

هناك تعليق واحد:

zzzzz يقول...

اتفق معك تماما فى رأيك وكم اتمنى لو ان كل فتاة قرأت هذا الموضوع ومن ثم ادركت ان من يفعل ذلك معها من الشباب إنما يتسلى باجمل مشاعرها ويلهو بأصدق نبضاتها فلو انه صادق فعلا ما كان ليظهرها بتلك الصورة المشوهة ولكان قد فعل كما يقولون " دخل من الباب وليس الشباك "وعلى فكرة هذا النوع من البشر من الجنسين إنما ينقصه العقل ليس إلا ...


Get Image Rollover Effects at crazyprofile.com