قضم الأظافر والتدخين
عندما تتواجد لدينا طاقة زائدة، ولا ندري كيف نتصرف بها، نلجأ عادة إلى قضم أظافرنا أو تدخين السجائر أو مضغ العلكة، وإلا فإن تلك الطاقة ستكون فوق احتمالنا وقدرتنا... فالمشكلة هي وجود طاقة زائدة، ولكن الناس تقوم باستنكار واستهجان عادة قضم الأظافر، مما يولد الكبت، فلا تعود حراً حتى بقضم أظافرك!!...أما إذا كنت تدخن السجائر فلن يعترض الآخرون كثيراً على ذلك، مع أن قضم الأظافر أمر صبياني لا أكثر... ولكن عندما نتعلم أن نعيش بطريقة أكثر حيوية ونشاطاً، ستختفي كل تلك العادات... هذا عندما نستعمل طاقتنا بطرقٍ أكثر إبداعاً وابتكاراً كالمشى وقراءة القرآن ، والسباحة، والفنون ....وعندما نعيش الحياة بطريقة أكثر قوةً .. ونشاطاً.. وانفعالاً...إذا كنت تقوم بالحب مثلاً.. قم به بإحساس وحماس لا بجمود وخمول.. وإذا كنت تركض فاركض بكل جموح دون قيود... وإلا فإنك في الحقيقة لستَ حياً بل تتظاهر بالحياة فحسب، ميتٌ في انتظار يوم الدفن من كثرة الازدحام والتزاحم على المقابر....كن برياً!! كالأمطار ، كإعصار مفاجئ، كالبرق كالرعد، كالموج..... اقفز، اركض، غنّي، اضحك...وستندهش بعد مرور عدة أيام أن عادة قضم الأظافر أو التدخين قد اختفت من تلقاء ذاتها...المهم دوماً أن ننظر إلى أسباب المشكلة لا إلى أعراضها...
نعم !
"لا" هي جوابنا دائماً... لماذا ؟؟لأنك تشعر بأنك شخص مهم وعظيم.. تظن نفسك محور الوجود.. ولكنك غير موجود أصلاً بهذا الوجود...تستطيع الأم أن تقول "لا"... أما الطفل لا نسمح له بذلك... فيحزن الصغير.. وترضى الأم..."لا" هي غذاء للأنا وبناء لها.... تجوّل في أرجاء المعمورة وستجد "لا" تقال في كل مكان...مع "لا" تشعر بسلطتك وأهميتك الواهمة الفانية... لكن عندما تقول: نعم سيدي... ستكون أقل شأناً وأدنى مرتبة.. مجرد عبد... تابع... لا شيء..
"لا" هي إرضاء وإشباع للأنا والغرور والاستكبار.. أما "نعم" فهي طريقة لاكتشاف الذات وموت الأنا والأنانية.. موت القناع والخداع.. موت القشور والغرور... موتوا قبل أن تموتوا....لنحاول دوماً قول نعم.. وإذا كان ذلك مستحيلاً يمكننا أن نقول "لا" في تلك الحالة فحسب... لكننا غالباً ما نفعل العكس... إننا نجيب بـ "لا" منذ البداية.. أما "نعم" فلا نستخدمها إلا في حالة الانهزام والانكسار...عندما يطلب منك صغيرك السماح له بالذهاب للسينما.. فإنه سيذهب.. وجوابك بـ لا لن يعني له شيئاً.. بل على العكس.. إن "لا" ستغدو بمثابة دعوة له للذهاب..... وهو يعلم أنه يحتاج للقليل من الجهد.. والقليل من الصبر والإصرار لتصبح تلك الـ لا نعم!حاول أن تأخذ عهداً على نفسك بأنك ستبدأ بقول نعم في كل الحالات طوال اليوم... ستلاقي العديد من الصعوبات لأنك تعوّدتَ على قول "لا" مباشرة... لكن قل نعم بدلاً منها... وشاهد ما ستنعم به من راحة وسكون واسترخاء عميق... انظر للأمور واضعاً أمامك النيّة بقول نعم... وإذا وجدتَ ذلك مستحيلاً عندها فقط قل لا.... أما إذا ابتدأتَ بـ "لا" فستقول "لا" في أغلب الأوقات...المهم صفاء النية لتتحرر من تلك الأنانية...قل نعم للحياة.. للطبيعة.. للوجود.. انفض عنك هذا الحلم وهذا الغرور.. وأزح تلك الغشاوة عن عينيك.. تجاوز كل السدود والحدود.. إلى أبعاد لا تُقاس ولا تموت...اكتب نعم على صفحات السماء الزرقاء.. بين النجوم لتشع على المدى للأبد يا مدد... يا صمد... ولتنهمر الأمطار غزيرة لتطهر روحك.. وتمحو غبار الأنا والاستكبار.. لتذوب وتفنى بحب وسلام واستسلام في الواحد الأحد... فتولد من جديد وتحيا إلى الأبد...
اضحك... تضحك لك الدنيا
الضحك هو انعكاس للحياة... وهو طاقة تأمل وشفاء، لأنه يغير تركيبك الكيميائي كله...عندما تضحك بكل جوارحك ومن أعماق فؤادك تصبح في حالة تأملية عميقة، يختفي معها التفكير والتحليل، إذ لا يمكن لك أن تضحك وتفكر معاً، وإلا سيصبح ضحكك مشوهاً مشلولاً... أما عندما يكون ضحكك حقيقياً، ستذوب في أعماق الوجود ويذوب الوجود في أعماقك لتصبح في حالة صفاء ونقاء وتوحيد... فالحياة جميلة بسيطة جداً... إنها رقصة كونية، أغنية وسيمفونية... فابتهج بها، ارقص، غني، ارسم، استمتع بها، ليشعّ كل نفس من أنفاسك بهجةً وسروراً....كن حاضراً فحسب وسوف يُمطرك الوجود بأزهاره وأنواره وأسراره... اضحك بصمت من كل قلبك، ودع هذا الضحك يتغلغل ليشمل جسدك كله، تناغم وتمايل معه...يداك الآن تضحكان، قدماك، عيناك... اغرق في هذا الضحك بجنون لعشرين دقيقة... ليطهرك ويعطرك من كل الهموم والسموم لتصبح أكثر صفاء وذكاء، وأكثر إشعاعاً وإبداع....وسواء أصبح ضحكك عالياً صاخباً، أم صامتاً خافتاً، دعه كما هو، لا تتدخل فيه...ثم اخرج لمتنزه أو حديقة ، وتمدد على التراب، ليصبح وجهك بمواجهة الأرض.. إنها أمنا جميعاً ونحن أولادها... أمكم الأرض وعمتكم النخلة..... منها أتينا وإليها نعود... المسها بحب وحنان، تأملها بسكون وخشوع... واتحد بقلبك ووجدانك معها...استسلم لهذا الشعور لمدة عشرين دقيقة... سيمنحك الاتصال العميق مع الأرض طاقة هائلة... قم بعمل رياضة خفيفة بعدها أو استمع لشىء تنفعل معه ويحرك ما بداخلك لعشرين دقيقة أخرى... إذا شعرتَ بالبرد، البس معطفاً وتابع ... أما إذا كان الطقس عاصفاً ماطراً، يمكنك القيام بهذا التمرين داخل الغرفة...وسترى خلال ستة إلى ثمانية أشهر تغيرات كبيرة تحدث من تلقاء نفسها... ستتخلص من كل نفايات الماضي وسخافاته، لتمتلك رؤية جديدة للعالم، ولتغدو أكثر براءة وطهارة...
هناك تعليقان (2):
اضحك... تضحك لك الدنيا
الضحك هو انعكاس للحياة... وهو طاقة تأمل وشفاء، لأنه يغير تركيبك الكيميائي كله...عندما تضحك بكل جوارحك ومن أعماق فؤادك تصبح في حالة تأملية عميقة، يختفي معها التفكير والتحليل، إذ لا يمكن لك أن تضحك وتفكر معاً، وإلا سيصبح ضحكك مشوهاً مشلولاً... أما عندما يكون ضحكك حقيقياً، ستذوب في أعماق الوجود ويذوب الوجود في أعماقك لتصبح في حالة صفاء ونقاء وتوحيد... فالحياة جميلة بسيطة جداً... إنها رقصة كونية، أغنية وسيمفونية... فابتهج =====
بجد دعوة جميلة من حضرتك للسعادة والضحك والابتسام الذى اصبح شئ محال
اشكر حضرتك على هذة الدعوة الراقية
جزاك الله خيرا اخى
الموضوع يا استاذ عبد الرحمن رائع جدا
وكله تفاؤل وكويس قوى ان بقى فى حد متفائل فى الايام دى
إرسال تعليق