بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذى ما خلق من داء إلا وجعل له دواء , الحمد لله الشافى والبارىء لكل علة وداء , أحمده حمد المريض بعد المعافاة وحمد المصاب بعد الشفاء وحمد العالم عند الإبتلاء وحمد العامة فى السراء والضراء , وأشكره على جزيل فضله وعطائه .
والصلاة والسلام على من هو رحمة مهداه ونعمة مسداه صاحب الفيض والإحسان سيدنا ومولانا وحبيبنا محمد صلوات الله وسلامه عليه . أشهد وأُشهد الله تعالى أنه بلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة وكشف عنها الغمة وتركها على المحاجة البيضاء ولا حول قوة إلا بالله به أستعين وعليه أتوكل فى كل وقت وحين وله لجأت وببابه وقفت طالباً منه المدد الجزيل فى إعداد هذا الموضوع الذى شغلنى كثيرا قرابة العشر سنوات ألا وهو ( العلاج بالقرآن ) بين الحقيقة والمجاز 0
فإننا اليوم نواجه جيشاً من الطغاة الرافضين للصدق والمنكرين للحق أعلاهم الله فى كل مكان إستمهالاً .. لا .. إستهمالاً .
وحيث أننى قد باشرت هذا العمل مدة طويلة كنت خلالها باحثاً عن صدق قوله صلى الله عليه وسلم ( شفاء أمتى فى أربع وذكر منهن آية من القرآن ) كما أورده الشيخان فى صحيحيهما وباحثاً عن صدق الله تعالى فى قوله ( وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين ) وقوله تعالى ( هدى وشفاء ) وقوله ( ويشفى صدور قوم مؤمنين )
باشرت هذا العمل ليس من باب الإمتهان إنما من باب محبة الله تعالى والتصديق بما جاء به الرسول محمد r والوقوف على مكامن الصدق فى الكلام الصحيح المتواتر وعلى ما نراه فى حياتنا اليومية من مشكلات حقيقية ليست بوهمية وقد أثبتها لدى الإستقراء ( تتبع حالات الناس ) وهو دليل كبير على صحة وقوع هذه الأشياء .
فبداية سأتحدث فى نقاط محددة ومرتبة كما يلى : -
1- ما هو العلاج بالقرآن ؟ وما كيفيته الصحيحة ؟
2- الأدلة الصحيحة على جواز ومشروعية العلاج بالقرآن .
3- من هم المُعَالِجِين بالقرآن ومن هم المُعَالَجين 0
4- الحقيقة العلمية للعلاج بالقرآن والآثار المترتبة على قراءة القرآن 0
5- بعض القصص الواقعية التى رآيتها ولامستها 0
6- وجهة نظر فى الرافضين والمنكرين 0
أولاً : - ما هو العلاج بالقرآن ؟ وما كيفيته الصحيحة ؟
العلاج بالقرآن هو الإستشفاء بكلام الله تعالى لما فيه من خير كثير وسر عظيم أودعه الله تعالى فى حروفه وكلماته , وطلب الشفاء من الله تعالى والتوسل والتقرب إليه بكلامه الأزلى القديم ( القرآن ) بنية خالصة وبقصد سليم دون تغيير فى المعنى أو اللفظ بأسلوب معين مخصوص يصدر من شخص معين مخصوص إلى شخص معين مخصوص , مع حسن الإعتقاد فى الله والتوكل عليه آملاً الشفاء منه 0
مستوحياً قدرتك على العلاج والشفاء من الله وكلامه ونوره بواسطة روحك ثم التوجه بقوتك المستمدة من الله تعالى وكلامه إلى المريض مركزاً وفاهماً لما فيه من خلل مرضى أو عارض غير إعتيادى .
تصحبك فى رحلة العلاج هذه روحك وخيال متزن واعى فاهم متخلق بتعاليم الإسلام وجسد طاهر ونفس نقية وفكر خالى 0
والعلاج بالقرآن نظريته تكمن فى ( علاج الروح ) لأن الإنسان جسد وروح ونفس ولكل من هذه الثلاثة تأثيراً على بقية الأعضاء . فلو حدث خلل فى النفس لأدى إلى مرض الجسد وضعف الروح , ولو حدث خلل فى الجسد لأثر فى الروح والنفس وهكذا فإن كل قسم من هذه الثلاثة مؤثراً فى القسمين الباقيين , وكذا فى حال الصحة فلو صح الجسد قويت الروح والنفس وهكذا 0
فنظرية العلاج بالقرآن تعتبر الإنسان مكون من ثلاث أشياء رئيسية ( الروح – النفس – الجسد ) وكل منهم يؤثر فى غيره بالإيجاب أو السلب , والعلاج بالقرآن علاج روحى يعالج الروح ومشاكلها التى تسبب فيها الجسد أو النفس وعندما تعالج الروح يشفى المريض سواء كان هذا المرض نفسى أو جسدى أو من قبيل العوارض الخارجة كالسحر والمس واللبس والحسد 0
خلافاً للطب التقليدى والعلاج البديل أو العلاج بالأعشاب فإن هذه الأنواع تعالج الجسد وموضع الألم الجسدى وعن طريق هذا النوع يشفى الإنسان 0
وخلافاً للطب النفسى الذى قد يعالج أمراضاً عضوية لا دخل لها بالنفس فهو كذلك أيضا .
وللعلم فإن هناك بعض الأمراض التى تعالج بعلاج الروح ولا يمكن علاجها بعلاج الجسد والعكس طبعاً وكذا النفس 0
وللأسف الشديد يظهر الجهلاء كل فترة وأخرى منددين بالعلاج بالقرآن حكماً منهم على أنه وهم أو شعوزة أو خوض منهم بغير علم فى طريق مسدود 0 أو ربما حكماً منهم على العلاج بالقرآن بمن يدعون العلاج بالقرآن ويسيئون إليه . نسأل الله الهداية 0
أما عن الكيفية الصحيحة للعلاج بالقرآن فهى : -
لابد من توافر شروط للعلاج الصحيح والأسلوب الأمثل منها ما أفترضه الله تعالى ورسوله ومنها ما أفترضه العرف ومنها ما أفترضته اللغة ومنها ما أفترضه العقل 0
- أما ما أفترضه الله تعالى ورسوله r فهو يكمن فى صدق الإعتقاد فى الله وسلامة النية والتوجه إلى الله بقصد ثابت وحسن التوكل عليه سبحانه والأمر بالمعروف والنهى عن المنكر وإقامة الفروض والبعد عن المحرمات والذنوب والحض على الخير وإتباع الهدى الصحيح وقراءة القرآن بإسلوب حسن جميل دون تحريف أو نقص أو زيادة ودون إخلال بالمعنى أو اللفظ وإن كان المقروء من الأذكار أو الأدعية فلا بد من أن تكون مقبولة شرعاً وغير منهى عنها , كما أنه لا بد للقارئ أن يكون على طهارة ويستحب للمريض ذلك ويفضل للقارئ إستقبال القبلة , وأن يجلس جلسة مريحة له يرتاح فيها فلا يتألم أو يتعب من طول فترة الجلوس على أن تكون هذه الجلسة مساعدة له على إرتخاء الجسد والإحساس بالطمأنينة والسكون , ويبدأ بقراءة الفاتحة لحضرة النبى محمد r وآل بيته وذريته وأصحابه وأتباعه ولكافة رسل الله والنبيين وأولياء الله الصالحين , ثم الصلاة على سيدنا محمد r بما يتراءى من صيغ , ثم الشروع فى القراءة على حسب الحالة المرضية التى أمامه فيختار من الآيات ما يناسب الحالة والوضع القائم أمامه متمعناً مستبصراً لمعنى هذه الآيات يساعده على ذلك خيال فياض مستحس ومستشعر بكل حرف وتأثيره فى المرض وكأن جسد المريض أصبح شفافاً يشف ويصف ما يدور بداخله وكأنه يرى ذلك رأى العين . فمن هنا تنبع القدرة على الشفاء والعلاج , كما أنه لا بد للقارئ والمريض أن يكونا برفقة محرم إذا كان أحدهما من غير جنس الأخر . وأن يستترا فلا يرى من أحدهما ما لا يجوز مهما كانت الأسباب ولا يلامس الرجل المرأة إلى فوق ساتر وحاجز ولا يلامس إلى ما دعت إليه الضرورة وكان جائزاً إظهاره أو رؤيته شرعاً كالكفين والقدمين ويجوز له أن يلامس الرأس فوق ساتر . وفى العموم فإن الضرورات تبيح المحظورات إلا أن الضرورة تقدر بقدرها , وخلاصة القول أنه على المعالج أن ينهج نهج الدين وشرع الله تعالى فى علاجه للمريض فما وافق الشرع أخذ به وما خالف الشرع تركه , ويقرأ ما هو مأثور عن النبى r فإن لم يجد مثل تلك الحالة فى أفعال الرسول r يجتهد 0
- أما ما أفترضه العرف علينا فى معالجة الأمراض بالقرآن فكثير , حيث أن كثير من الناس يعتقدون فى شخص المعالج لا فى رب المعالج وهذا خطر عظيم , كما أن بعض الناس يريدون الإستمتاع بالفرجة حال المعالجة وهذا لا يجوز , وأيضاً الكثير يحكمون على المعالجين بالقرآن بأنهم مشعوزون ودجالون وهذا عيب ونقص فى القائلين بذلك ؛ إذ أنهم أخطئوا بالحكم على الناس دون إمعان وتفكر وتعمق فى الشريعة والأحكام فلا بد من عرض المعالج على الشريعة فإن وافق فعله هذا الشريعة حكمنا عليه بخير وإلا فلا , كما أن كثيراً من الناس لا يعتقدون فى العلاج بالقرآن إلا أنهم يعتقدون فى العلاج بالسحر ومن يأتون بخوارق العادات , ولو كان الفضل يعطى بخرق العادة لكان الشيطان أولى بالفضل فهو أفضل من يخرق العادة . إذا لا بد للمعالج من الصبر وقوة التحمل على ما يقال وما يفترى به عليه وما يلقاه من ذم أو مدح , وعليه أن يفهم الناس بهذا ويرشدهم إلى الحق والصدق ويعلمهم أن الشافى هو الله ولا شفاء إلا شفاءه وما المعالج إلا سبب من الأسباب وقد أمرنا ربنا أن نسلك ونرتقى فى الأخذ بالأسباب حيث قال تعالى ( فليرتقوا فى الأسباب ) وكل حالة تعالج بما يقتضى معالجتها فهناك حالات تعالج بالطب البديل أو غيره وهناك ما يعالج بالقرآن والأذكار وهناك ما يعالج بالرجوع للعادات الصحيحة وهناك ما يعالج بالعلاج النفسى فلكل مرض علاج وقال r ( تداووا عباد الله فما خلق الله من داء إلا وجعل له دواء ) أو كما قال r . فعلى المعالج أن يعالج بما يوافق الأعراف ولا يخالف الشرع حرصاً على تقاليد الناس وعاداتهم 0
- أما ما أفترضته اللغة فهناك الكثير من المستحدثات فى صيغ الأذكار وصيغ الصلاة على النبى r فإن وافق ذلك للشرع ولصحيح اللغة جاز الأخذ به ولا حرج فى ذلك وإلا فلا , وإن اللغة تفرض علينا أن نفهم معنى كل كلمة نذكرها حتى نستشعر بما تحمله من معانى فلا بد للمعالج أن يكون على دراية باللغة لذلك ولكى لا يخطأ فى قراءته للقرآن القراءة الصحيحة وحتى يستطيع ضبط كل مخرج لكل حرف . وهذا مؤداه أنه لا بد من أن يكون المعالج على دراية باللغة الصحيحة الفصيحة التى أتى بها القرآن الكريم وتحدث بها رسول رب العالمين 0
- أما ما أفترضه العقل فهو يكمن فى أن الخالق جل علاه خلقنا وجعل العقل حاكماً ومتصرفاً فى كل حركاتنا وسكناتنا وأفكارنا وبه أقمنا الإستدلال على وجود الله وعلى وحدانيته سبحانه , إذا فلا بد للعقل أن يفهم ما يدور داخل جسد المريض من علة ما هى وما كيفيتها وما وظيفتها وما شكلها وأين تقع فى الجسد حتى يتثنى له أن يقرر العلاج الصحيح من آيات القرآن الكريم أو من غيرها من الأدوية المعاصرة أو التقليدية وحتى يؤتى العلاج وظيفته المرادة من تعاطيه , إضافة إلى أنه بفهمه الصحيح يستطيع أن يركز قراءته وقوته الروحية على هذا المرض أو العارض بذاته . فمعالج دون عقل يفكر ويفهم لا فائدة من وراءه بل قد ينتج عن ذلك سوء وتدهور فى المرض وزيادة وهذا على أقل تقدير , ومن المهم جداً أن يكون المعالج على دراية وفهم بأعضاء الجسد فهماً صحيحاً ويفضل أن يكون متخصصاً فى الجسد ووظائف أعضائه حتى يتثنى له الحكم على المرض نوعه وسببه ومعالجة الأسباب لا الأعراض وهذا هو الأحوض والأولى 0
- وفى نهاية الأمر فإن علاج الأبدان تتعلق به أشياء كثير لا بد للمعالج أن يكون عالماً بها ومن جملتها علم الطبائع وما يتعلق به وعلم الصيدلة وتتمثل فى معرفة كل نبات وفائدته وخواصه وكيفية تركيبة ومعرفة الأدوية الحيوانية التى تستخرج من الحيوان والكائنات الحية عموماً . أخيراً فإن علم الأبدان وعلم الأدوية وعلم الطبائع وعلم العلاج بالقرآن والمأثور إلى جانب كماً من الثقافة فى مجالات الروح والأشكال والألوان والحروف وما لها من تأثير على الإنسان فهذه العلوم والثقافات لشىء عظيم وكبير فمن أجتمعت فيه هذه العلوم فهو بلا شك طبيب ماهر وصيدلى حاذق ومثقف بارع وعالم فذ يستحق أن يلقب بكل فخار 0
الحمد لله الذى ما خلق من داء إلا وجعل له دواء , الحمد لله الشافى والبارىء لكل علة وداء , أحمده حمد المريض بعد المعافاة وحمد المصاب بعد الشفاء وحمد العالم عند الإبتلاء وحمد العامة فى السراء والضراء , وأشكره على جزيل فضله وعطائه .
والصلاة والسلام على من هو رحمة مهداه ونعمة مسداه صاحب الفيض والإحسان سيدنا ومولانا وحبيبنا محمد صلوات الله وسلامه عليه . أشهد وأُشهد الله تعالى أنه بلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة وكشف عنها الغمة وتركها على المحاجة البيضاء ولا حول قوة إلا بالله به أستعين وعليه أتوكل فى كل وقت وحين وله لجأت وببابه وقفت طالباً منه المدد الجزيل فى إعداد هذا الموضوع الذى شغلنى كثيرا قرابة العشر سنوات ألا وهو ( العلاج بالقرآن ) بين الحقيقة والمجاز 0
فإننا اليوم نواجه جيشاً من الطغاة الرافضين للصدق والمنكرين للحق أعلاهم الله فى كل مكان إستمهالاً .. لا .. إستهمالاً .
وحيث أننى قد باشرت هذا العمل مدة طويلة كنت خلالها باحثاً عن صدق قوله صلى الله عليه وسلم ( شفاء أمتى فى أربع وذكر منهن آية من القرآن ) كما أورده الشيخان فى صحيحيهما وباحثاً عن صدق الله تعالى فى قوله ( وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين ) وقوله تعالى ( هدى وشفاء ) وقوله ( ويشفى صدور قوم مؤمنين )
باشرت هذا العمل ليس من باب الإمتهان إنما من باب محبة الله تعالى والتصديق بما جاء به الرسول محمد r والوقوف على مكامن الصدق فى الكلام الصحيح المتواتر وعلى ما نراه فى حياتنا اليومية من مشكلات حقيقية ليست بوهمية وقد أثبتها لدى الإستقراء ( تتبع حالات الناس ) وهو دليل كبير على صحة وقوع هذه الأشياء .
فبداية سأتحدث فى نقاط محددة ومرتبة كما يلى : -
1- ما هو العلاج بالقرآن ؟ وما كيفيته الصحيحة ؟
2- الأدلة الصحيحة على جواز ومشروعية العلاج بالقرآن .
3- من هم المُعَالِجِين بالقرآن ومن هم المُعَالَجين 0
4- الحقيقة العلمية للعلاج بالقرآن والآثار المترتبة على قراءة القرآن 0
5- بعض القصص الواقعية التى رآيتها ولامستها 0
6- وجهة نظر فى الرافضين والمنكرين 0
أولاً : - ما هو العلاج بالقرآن ؟ وما كيفيته الصحيحة ؟
العلاج بالقرآن هو الإستشفاء بكلام الله تعالى لما فيه من خير كثير وسر عظيم أودعه الله تعالى فى حروفه وكلماته , وطلب الشفاء من الله تعالى والتوسل والتقرب إليه بكلامه الأزلى القديم ( القرآن ) بنية خالصة وبقصد سليم دون تغيير فى المعنى أو اللفظ بأسلوب معين مخصوص يصدر من شخص معين مخصوص إلى شخص معين مخصوص , مع حسن الإعتقاد فى الله والتوكل عليه آملاً الشفاء منه 0
مستوحياً قدرتك على العلاج والشفاء من الله وكلامه ونوره بواسطة روحك ثم التوجه بقوتك المستمدة من الله تعالى وكلامه إلى المريض مركزاً وفاهماً لما فيه من خلل مرضى أو عارض غير إعتيادى .
تصحبك فى رحلة العلاج هذه روحك وخيال متزن واعى فاهم متخلق بتعاليم الإسلام وجسد طاهر ونفس نقية وفكر خالى 0
والعلاج بالقرآن نظريته تكمن فى ( علاج الروح ) لأن الإنسان جسد وروح ونفس ولكل من هذه الثلاثة تأثيراً على بقية الأعضاء . فلو حدث خلل فى النفس لأدى إلى مرض الجسد وضعف الروح , ولو حدث خلل فى الجسد لأثر فى الروح والنفس وهكذا فإن كل قسم من هذه الثلاثة مؤثراً فى القسمين الباقيين , وكذا فى حال الصحة فلو صح الجسد قويت الروح والنفس وهكذا 0
فنظرية العلاج بالقرآن تعتبر الإنسان مكون من ثلاث أشياء رئيسية ( الروح – النفس – الجسد ) وكل منهم يؤثر فى غيره بالإيجاب أو السلب , والعلاج بالقرآن علاج روحى يعالج الروح ومشاكلها التى تسبب فيها الجسد أو النفس وعندما تعالج الروح يشفى المريض سواء كان هذا المرض نفسى أو جسدى أو من قبيل العوارض الخارجة كالسحر والمس واللبس والحسد 0
خلافاً للطب التقليدى والعلاج البديل أو العلاج بالأعشاب فإن هذه الأنواع تعالج الجسد وموضع الألم الجسدى وعن طريق هذا النوع يشفى الإنسان 0
وخلافاً للطب النفسى الذى قد يعالج أمراضاً عضوية لا دخل لها بالنفس فهو كذلك أيضا .
وللعلم فإن هناك بعض الأمراض التى تعالج بعلاج الروح ولا يمكن علاجها بعلاج الجسد والعكس طبعاً وكذا النفس 0
وللأسف الشديد يظهر الجهلاء كل فترة وأخرى منددين بالعلاج بالقرآن حكماً منهم على أنه وهم أو شعوزة أو خوض منهم بغير علم فى طريق مسدود 0 أو ربما حكماً منهم على العلاج بالقرآن بمن يدعون العلاج بالقرآن ويسيئون إليه . نسأل الله الهداية 0
أما عن الكيفية الصحيحة للعلاج بالقرآن فهى : -
لابد من توافر شروط للعلاج الصحيح والأسلوب الأمثل منها ما أفترضه الله تعالى ورسوله ومنها ما أفترضه العرف ومنها ما أفترضته اللغة ومنها ما أفترضه العقل 0
- أما ما أفترضه الله تعالى ورسوله r فهو يكمن فى صدق الإعتقاد فى الله وسلامة النية والتوجه إلى الله بقصد ثابت وحسن التوكل عليه سبحانه والأمر بالمعروف والنهى عن المنكر وإقامة الفروض والبعد عن المحرمات والذنوب والحض على الخير وإتباع الهدى الصحيح وقراءة القرآن بإسلوب حسن جميل دون تحريف أو نقص أو زيادة ودون إخلال بالمعنى أو اللفظ وإن كان المقروء من الأذكار أو الأدعية فلا بد من أن تكون مقبولة شرعاً وغير منهى عنها , كما أنه لا بد للقارئ أن يكون على طهارة ويستحب للمريض ذلك ويفضل للقارئ إستقبال القبلة , وأن يجلس جلسة مريحة له يرتاح فيها فلا يتألم أو يتعب من طول فترة الجلوس على أن تكون هذه الجلسة مساعدة له على إرتخاء الجسد والإحساس بالطمأنينة والسكون , ويبدأ بقراءة الفاتحة لحضرة النبى محمد r وآل بيته وذريته وأصحابه وأتباعه ولكافة رسل الله والنبيين وأولياء الله الصالحين , ثم الصلاة على سيدنا محمد r بما يتراءى من صيغ , ثم الشروع فى القراءة على حسب الحالة المرضية التى أمامه فيختار من الآيات ما يناسب الحالة والوضع القائم أمامه متمعناً مستبصراً لمعنى هذه الآيات يساعده على ذلك خيال فياض مستحس ومستشعر بكل حرف وتأثيره فى المرض وكأن جسد المريض أصبح شفافاً يشف ويصف ما يدور بداخله وكأنه يرى ذلك رأى العين . فمن هنا تنبع القدرة على الشفاء والعلاج , كما أنه لا بد للقارئ والمريض أن يكونا برفقة محرم إذا كان أحدهما من غير جنس الأخر . وأن يستترا فلا يرى من أحدهما ما لا يجوز مهما كانت الأسباب ولا يلامس الرجل المرأة إلى فوق ساتر وحاجز ولا يلامس إلى ما دعت إليه الضرورة وكان جائزاً إظهاره أو رؤيته شرعاً كالكفين والقدمين ويجوز له أن يلامس الرأس فوق ساتر . وفى العموم فإن الضرورات تبيح المحظورات إلا أن الضرورة تقدر بقدرها , وخلاصة القول أنه على المعالج أن ينهج نهج الدين وشرع الله تعالى فى علاجه للمريض فما وافق الشرع أخذ به وما خالف الشرع تركه , ويقرأ ما هو مأثور عن النبى r فإن لم يجد مثل تلك الحالة فى أفعال الرسول r يجتهد 0
- أما ما أفترضه العرف علينا فى معالجة الأمراض بالقرآن فكثير , حيث أن كثير من الناس يعتقدون فى شخص المعالج لا فى رب المعالج وهذا خطر عظيم , كما أن بعض الناس يريدون الإستمتاع بالفرجة حال المعالجة وهذا لا يجوز , وأيضاً الكثير يحكمون على المعالجين بالقرآن بأنهم مشعوزون ودجالون وهذا عيب ونقص فى القائلين بذلك ؛ إذ أنهم أخطئوا بالحكم على الناس دون إمعان وتفكر وتعمق فى الشريعة والأحكام فلا بد من عرض المعالج على الشريعة فإن وافق فعله هذا الشريعة حكمنا عليه بخير وإلا فلا , كما أن كثيراً من الناس لا يعتقدون فى العلاج بالقرآن إلا أنهم يعتقدون فى العلاج بالسحر ومن يأتون بخوارق العادات , ولو كان الفضل يعطى بخرق العادة لكان الشيطان أولى بالفضل فهو أفضل من يخرق العادة . إذا لا بد للمعالج من الصبر وقوة التحمل على ما يقال وما يفترى به عليه وما يلقاه من ذم أو مدح , وعليه أن يفهم الناس بهذا ويرشدهم إلى الحق والصدق ويعلمهم أن الشافى هو الله ولا شفاء إلا شفاءه وما المعالج إلا سبب من الأسباب وقد أمرنا ربنا أن نسلك ونرتقى فى الأخذ بالأسباب حيث قال تعالى ( فليرتقوا فى الأسباب ) وكل حالة تعالج بما يقتضى معالجتها فهناك حالات تعالج بالطب البديل أو غيره وهناك ما يعالج بالقرآن والأذكار وهناك ما يعالج بالرجوع للعادات الصحيحة وهناك ما يعالج بالعلاج النفسى فلكل مرض علاج وقال r ( تداووا عباد الله فما خلق الله من داء إلا وجعل له دواء ) أو كما قال r . فعلى المعالج أن يعالج بما يوافق الأعراف ولا يخالف الشرع حرصاً على تقاليد الناس وعاداتهم 0
- أما ما أفترضته اللغة فهناك الكثير من المستحدثات فى صيغ الأذكار وصيغ الصلاة على النبى r فإن وافق ذلك للشرع ولصحيح اللغة جاز الأخذ به ولا حرج فى ذلك وإلا فلا , وإن اللغة تفرض علينا أن نفهم معنى كل كلمة نذكرها حتى نستشعر بما تحمله من معانى فلا بد للمعالج أن يكون على دراية باللغة لذلك ولكى لا يخطأ فى قراءته للقرآن القراءة الصحيحة وحتى يستطيع ضبط كل مخرج لكل حرف . وهذا مؤداه أنه لا بد من أن يكون المعالج على دراية باللغة الصحيحة الفصيحة التى أتى بها القرآن الكريم وتحدث بها رسول رب العالمين 0
- أما ما أفترضه العقل فهو يكمن فى أن الخالق جل علاه خلقنا وجعل العقل حاكماً ومتصرفاً فى كل حركاتنا وسكناتنا وأفكارنا وبه أقمنا الإستدلال على وجود الله وعلى وحدانيته سبحانه , إذا فلا بد للعقل أن يفهم ما يدور داخل جسد المريض من علة ما هى وما كيفيتها وما وظيفتها وما شكلها وأين تقع فى الجسد حتى يتثنى له أن يقرر العلاج الصحيح من آيات القرآن الكريم أو من غيرها من الأدوية المعاصرة أو التقليدية وحتى يؤتى العلاج وظيفته المرادة من تعاطيه , إضافة إلى أنه بفهمه الصحيح يستطيع أن يركز قراءته وقوته الروحية على هذا المرض أو العارض بذاته . فمعالج دون عقل يفكر ويفهم لا فائدة من وراءه بل قد ينتج عن ذلك سوء وتدهور فى المرض وزيادة وهذا على أقل تقدير , ومن المهم جداً أن يكون المعالج على دراية وفهم بأعضاء الجسد فهماً صحيحاً ويفضل أن يكون متخصصاً فى الجسد ووظائف أعضائه حتى يتثنى له الحكم على المرض نوعه وسببه ومعالجة الأسباب لا الأعراض وهذا هو الأحوض والأولى 0
- وفى نهاية الأمر فإن علاج الأبدان تتعلق به أشياء كثير لا بد للمعالج أن يكون عالماً بها ومن جملتها علم الطبائع وما يتعلق به وعلم الصيدلة وتتمثل فى معرفة كل نبات وفائدته وخواصه وكيفية تركيبة ومعرفة الأدوية الحيوانية التى تستخرج من الحيوان والكائنات الحية عموماً . أخيراً فإن علم الأبدان وعلم الأدوية وعلم الطبائع وعلم العلاج بالقرآن والمأثور إلى جانب كماً من الثقافة فى مجالات الروح والأشكال والألوان والحروف وما لها من تأثير على الإنسان فهذه العلوم والثقافات لشىء عظيم وكبير فمن أجتمعت فيه هذه العلوم فهو بلا شك طبيب ماهر وصيدلى حاذق ومثقف بارع وعالم فذ يستحق أن يلقب بكل فخار 0
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق