الجمعة، 25 أبريل 2008

رحلة إلى العلا (3)

انطلق بسرور دون أي قيود

إننا نحيط أنفسنا بدرع حديدي.. بقفص وهمي من المعتقدات والعقد المعقدة المعلبة... لكنه مجرد درع.. وهو لا يتمسك بنا، بل نحن الذين نتمسك به.. وحالما نصبح واعيين له سيذوب حالاًً.. سيموت بمجرد أن نتخلى عنه... لكنك لا تحمل هذا الدرع فحسب.. بل تجعله يثقل ويكبر باستمرار من خلال كل تلك الأفكار والأوهام والأحلام....إخرج منه ليخرج منك.. إخرج من مقبرة التقاليد.. وحطم كل تلك الأسوار والجدران، إخرج من عالم الصقيع والجليد والحجر.. من عالم الجهل والحقد والضجر.. وافتح قلبك ليدخل نور الشمس والقمر.. ولتتفتح أزهار الفرح..عُد كالأطفال.. فالأطفال يتمتعون بالحرية والبراءة.. بالانطلاق والتناغم.. فالجسد كله وحدة متكاملة لا وجود للحدود.. ولا وجود للسدود والقيود... الرأس والقدمان بنفس الأهمية.. ولكن التقسيم ظهر رويداً رويداً من خلال الأهل والمدرسة والمجتمعات والمجمّعات... وأصبح الرأس هو الرئيس العظيم بدل أن يكون الخادم الأمين.. وتم تقسيم الجسم لعدة أقسام، قسم مقبول من المجتمع، والقسم الآخر غير معترف به، لأنه يشكل خطراً على المجتمع ويجب إبادته وتبديده، وهذا سبب المشكلة الأساسية فأصبحت أيدينا وأرجلنا مكبلة بالسلاسل.. مثبتة بالمسامير وأصبحنا بقايا إنسان مكسور مهزوز.لتعد إنساناً كاملاً كما خلقك الله.. أنت الخيّال لا الخيل.. توحّد مع ذاتك حتى يتوحد العالم من حولك...انتبه أين تتواجد القيود في جسدك:1ـ خلال سيرك أو جلوسك، وعندما لا تقوم بأي شيء، ركّز على الزفير، ازفر بعمق، وحاول إخراج كل ما تستطيع من الهواء من الفم وبمنتهى البطء... وعندما يتم إخراج كل الهواء المحتجز داخل الجسم ابدأ بالشهيق بسرعة، ثم ازفر ببطء... وهكذا سيتغير الدرع الموجود قرب الصدر...2ـ اركض بشكل خفيف ولكن لمسافة ميل واحد لا أكثر، وتخيل أن حملاً وعبئاً ثقيلاً يزول من الساقين ويتوارى عنهما، فالأقدام تكون حبيسة مربّطة عندما تكون حريتك مقيدة بشكل كبير، عندما يطلب منك أن تفعل هذا وليس ذاك، أن تكون هذا الشخص وليس ذاك، أن تذهب إلى هنا وليس إلى هناك... عندها عليك بالجري مع التركيز على الزفير، وحالما تسترد حرية الحركة والانطلاق بساقيك ستشعر بتدفق هائل من الطاقة...3ـ عندما تذهب للنوم ليلاً.. انزع ملابسك.. وانزع أيضاً هذا الدرع النفسي المحيط بك.. ارمِ هذا العبء.. وارمِ كل ما يقيدك ويكبلك.. إخرج من سجن العبودية ومعتقلاتها... ودّع هذا الصندوق المختوم بالشمع الأحمر.... خذ نفساً عميقاً ثم اخلد للنوم وأنت حر طليق كالأطفال... كالأشجار كالأزهار... دون أية قيود على الإطلاق
السقوط الحر
اجلس كل ليلة على كرسي مريح ورأسك مائل للخلف...استرخي، ويمكنك أن تضع وسادة تحت عنقك لترتاح أكثر.افتح فمك قليلاً ليسترخي الفك السفلي، وتنفّس من الفم بشكل طبيعي....سيهدأ التنفّس شيئاً فشيئاً.. سيدخل الهواء ويخرج بكل هدوء وسكون، أغمض عينيك واسترح.....اشعر بساقيك وقد أصبحتا مرتخيتين خامدتين بلا حياة، وكأن مفاصلهما قد اختلّت وانحلّت...الآن لم يعد لديك أرجل.. أنت تمثل القسم العلوي من الجسم فقط.ثم تخيل ذراعيك قد أصبحتا أيضاً محطمتين مفككتين.. اسمع صوت تكسرهما بعيداً عنك....وأخيراً سيأتي دور الرأس تخيله هو الآخر قد مضى بعيداً.. اتركه يسافر ويغادر..الآن لم تعد قادراً على الاستدارة لا لليمين ولا لليسار.. لم تعد قادراً على القيام بأي شيء... لم يبقَ لديك إلا القسم الأساسي الجوهري ألا وهو الجذع، الصدر والبطن هذا كل شيء، وعندها ستندفع الطاقة عبر مركز جسمك لتتدفق من جديد إلى الرجلين والذراعين والرأس ولكن بشكل منسجم.. متناغم أكثر...جرّب هذا التمرين يومياً لمدة عشرين دقيقة على الأقل ثم اخلد للنوم، وستلاحظ اختفاء القلق والتوتر والتشنج خلال ثلاثة أسابيع لتحظى بالاسترخاء والاستسلام والسلام...
.تنظيف الحنجرة
إذا كنت لا تستطيع أن تعبّر عن نفسك أو عن مشاعرك وعواطفك فاعبر حاجز الخوف بشجاعة... وإلا فلن تستطيع العبور إلى الأمام، وستبقى تراوح في مكانك.إذا كنت غير قادر على قول ما تريد قوله، ولا على فعل ما ترغب بفعله، فإن هذه الطاقة التي لا تستطيع التعبير عنها سوف تُحبس في الحنجرة، مقام النطق وباب الحق، لأن الحنجرة هي مركز التعبير...الحنجرة ليست مركزاً لمجرد البلع... لكن معظم الناس يستخدمون الحنجرة للبلع فقط، وبذلك يستعملون نصف إمكانياتها ويبقى النصف الأهم عاطلاً عاجزاً عن العمل فيصنعون بذلك حاجزاً بينهم وبين أنفسهم، وبينهم وبين الوجود والحياة...التعبير لا يقتصر على بني البشر فحسب، بل هو واحد في كل ذرة من ذرات الوجود، ينساب بكل بساطة ووداعة وعفوية... الزهور تنشر الشذا والأريج، والسماء تجود بالخير والمطر، والشمس ترسل الحرارة والنور، فلماذا لا تتناغم معهم بهذه الأنشودة الكونية؟لتهجر زمن الترهيب والتحذير إلى آفاق التحليق والتعبير... فإذا أحببتَ شخصاً ما أخبره بكل ما تريد قوله، وبكل ما تشعر به، حتى وإنْ بدا الأمر سخيفاً مضحكاً، حتى وإن ظهرتَ مجنوناً أحمقاً.....قل الأشياء التي تتولّد فيك وتشعر بها في حال لحظتها، فإذا لم يكن الآن فمتى؟ لا تحاول كبتها أو قمعها... نحن لا نملك سوى هذه اللحظة وهي نعمة وبركة من الله، هي كل الوجود... فالماضي تاريخ مضى وانطوى.. والمستقبل غيب وغريب.. لنعش هذه اللحظة بحكمة ويقظة... إذا كنت غاضباً وأردتَ الصياح والصراخ، فافعل ذلك مباشرة، وبشكل حاد عنيف... لا تسيطر على غضبك، ولا تتحكم به، لأن كبته وحبسه سيلحق بك الضرر والأذى.... لكن المجتمع يعلّمك للأسف أن تظل ميتاً هادئاً.. بارداً.. جامداً.. حتى عندما تشتعل غضباً، فيبقى هذا السم داخل جسدك... لذلك من الأفضل لك أن تصرخ وتصيح في بعض الأحيان، وتعيش كل انفعال يتولد في داخلك.. لتكسر حاجز الخوف الذي بنى جدرانه فوق قلبك ومشاعرك... وسيساعدك هذا التمرين:اجلس على شيء صلب.. ابدأ بالتمايل والتأرجح ليُلامس أحد ردفيك الأرض مع كل تمايل.. وهكذا ستجري الطاقة ابتداءً من قاعدة العمود الفقري.. وإذا كان هناك أية مشاعر محتجزة في حنجرتك ستحتاج عندها للمزيد من التدفق في سيل الطاقة وستزداد الطاقة شيئاً فشيئاً دون أن تستطيع السيطرة عليها..... بعد انقضاء عشر دقائق ابدأ بقول الله... الله.... مع كل تمايل.. سواء لليمين.. أو لليسار...ستشعر تدريجياً بتزايد الطاقة، وستصبح كلمة الله أعلى فأعلى، حتى تصل لمرحلة تصرخ فيها عالياً: الله.... سترتفع حرارتك وتبدأ بالتعرق، وعندها ستصرخ بطريقة مجنونة هستيرية..مع انهيار سدود الممنوعات والمحظورات من فكرك.. ومع تحرر كل تلك الانفعالات والمشاعر السجينة الأسيرة... سيكون ذلك أمراً عجيباً غريباً، ولكن ستستمتع به، وهكذا سيعود للحنجرة دورها لتنطق بالحق والحقيقة الأزلية.. ليغدو كلامك رحمةً واستغفاراً لا رجمة واستكباراً....يمكننا تطبيق هذا التمرين مرتين يومياً، صباحاً ومساءً، لعشرين دقيقة كل مرة.....
استرخاء البطن
راقب طفلاً صغيراً... ستجده يتنفس بشكل عميق من البطن، وتحديداً من السرة...تنفسه هو التنفس الصحي الصحيح لأنه متناغم مع جسده ونفسه، ومع الكون من حوله، يقفز ويلعب بمرح وحبور.... أما نحن فقد انفصلنا وانقطعنا عن النور، وفقدنا شيئاً فشيئاً صلتنا بصلة الأرحام والجذور... كله بسبب تعلّقنا وتمسّكنا بالأفكار الجاهزة، الواهمة الزائفة... هذا عيب وهذا لا يجوز... وأصبحنا أسرى الخوف والكبت، وبات تنفسنا سطحياً...لكن كل تلك التقاليد ما هي إلا فقاقيع من الصابون، ستختفي بمجرد أن تتخلى عنها، لتخرج من هذا القفص وتعود عصفوراً برياً.. طفلاً صغيراً يرسم على الحيطان ورمل الشطآن......1- كلما ذهبتَ للمرحاض، تناول منشفة جافة وافرك بها بطنك جيداً، بحركات دائرية ابتداءً من الجهة اليمنى دون أن تلمس السرة، وبهذا سيتم تدليك كل الأمعاء... يمكنك القيام بذلك مرتين لثلاث مرات يومياً.....2- نهاراً تنفس بشكل عميق جداً، وكلما تنفستَ أبطأ وأعمق كان ذلك أفضل وأحسن..... والمهم أن تتنفس من البطن وليس من الصدر، لتحصل بذلك على تدليك خفيف للأمعاء بحيث تندفع سرتك للخارج مع الشهيق، وتتراجع للداخل مع الزفير، لكن الصدر بكامله يبقى على وضعه دون أي تغيير، أي دون أن يتأثر بحركة مرور الهواء...بهذا تتركز كل الطاقة حول السرة.. وهذه هي الطريقة الصحيحة للتنفس... لذلك كلما تذكرتَ خلال النهار، خذ شهيقاً عميقاً قدر استطاعتك وتنفس من بطنك.يتنفس كل الناس بشكل صحيح خلال النوم، لأن الفكر يكون غائباً غافلاً، فيصعد ويهبط البطن، ويصبح التنفس عميقاً عفوياً...

هناك تعليقان (2):

nanosa يقول...

السلام عليكم..كلامك بجد رائع جدا..بس مين اللي ينفذ الدنيا لهتنا كتير..ربنا يسترها معانا ومعاك
تحياتى لك

غير معرف يقول...

باختصار شديد المعادلة ليست صعبة لهذه الدرجة فى حالة وجود الصدق مع الانقلابات والشقلبات بداخلنا يعنى الصراحة المطلقة بين كل ما هو مطهر ومدنس بداخلنا وفى الحالة دى نكون قربنا نوصل لنهاية المعادلة الصعبة لان اصعب حاجة هى الحرمان خصوصا الحرمان من صدق حقيقتنا الجردة لكن النسبية هنا بتلعب دورها هل الصدق نتعامل بيه كشىء نسبى ولا مطلق ؟ انا عن نفسى لسه موصلتش لاجابة هذا السؤال ولما اوصل هقولكم


Get Image Rollover Effects at crazyprofile.com