الأحد، 9 أغسطس 2009

عفوا لقد نفذ رصيدكم


عفواً 000 لقد نفذ رصيدكم

انقطع الحديث على صوتها قائلة : عفواً 000لقد نفذ رصيدكم , أحبطتنى الجملة فإنى لم أنهى حديثى بعد , كان لابد أن أشرح لهم , كان لابد أن أعاتبهم , كان لابد ألا أسمعهم فقط صوت دموعى ولكن أن أعرفهم لماذا ؟ ... كان لابد أن أصلح الكثير من الأخطاء .... كان لابد ولابد وألف كان أخذت تتصارح فى ذهنى , ألف كان جعلتنى اعتصر حزنًا وانخرط فى البكاء ... لقد نفذ رصيدى معهم ؟ لماذا قد نفذ وقد كانوا من قبل هم كل رصيدى .... لماذا فى هذا الوقت بالذات ؟ فإنى لا استطيع الخروج الآن لكى اشحن من جديد .... أريد عون آخرين .... نعم ؛ أريد عون خارجى ... ما هذا ؟ لماذا تتأزم الأمور ؟ أبحث فى كل الحقائب والجيوب عن بعض من الورق النشاف كى أمسح به الدموع الحارة ... ولكنى لم أجد ... ولم يكن معى أحد حتى يقرضنى بعضًا من رصيده أو حتى يقرضنى منديلاً واحدًا كى أجفف به دموعى .
تذكرت أنى كثيرًا ما أعرت آخرين من رصيدى رغم الإساءات ورغم الخلافات , ورغم حاجتى إليه فى بعض الأحيان , لكن كل هذا لا يهم فالأسوأ من ذلك كله أن رصيدى قد نفذ معهم بالرغم أنى تعودت أن يكونوا هم منقذى فى كل شىء ... حتى أنتم ... حتى أنتم ... , بصوت يئن من البكاء همهمت بتلك الكلمات ... وبينما أنا فى تلك الحالة تذكرت أنه من المتاح لى أن أرسل ثلاث رسائل مجانية .. أخذت أبحث فى عقلى أو ربما فى قلبى أيضًا ... من سيعيننى ؟ اتجه بى التفكير إلى أمى فهى ملهمتى للثبات فى تلك الحياة ... انتظرت كثيرًا بعد ارسالى لها ... حضنت يداى هاتفى المحمول حتى لا أغفل عنه ثانية واحدة ... لم يصلنى منها شىء ... تذكرت أن شبكتها دائمًا غير متاحة ... إذن سألجأ إلى أبى , ترى سيكون مرحبًا أم منشغلاً ؟؟؟ ... أرسلت وكلى أمل أن يكون الفرج منه ... كنت فى كل لحظة اتأمل شاشة محمولى لأجد هناك من رد ... حتى رن هاتفى مؤشرًا عن وجود رسالة , بكل لهفة فتحتها ... كانت " عفواً لم يتم تسليمه " ... ياااه وماذا بعد ؟؟؟ ... لمن سأرسل رسالتى الأخيرة ... لم يتبق الا واحدة وبعدها لن يكون هناك أى فرصة لتعديل أى من تلك الأمور شديدة التأزم ! ... ما زلت أبحث عمن أرسل إليه رسالتى الأخيرة ... قاطعنى صوت هاتفى ... فرحت باسم صديقتى ... ترى هل هى المنقذة ؟؟؟ ... هل هى النجدة ؟؟؟ ... يكفينى أن أحكى لها همومى وأن أبكى عند أذنها ... ضغطت للرد كيف حالك .. , انقذينى ( إهئ إهئ إهئ ) لا ؛ لم تكون تلك تأوهاتى وإنما تأوهاتها هى ... اغمضت عينى وضغطت على شفتى ... هدأت من روعها وحاولت أن أعطيها رغمًا عنها وعنى بعض الأمل إلى أن ارتحت لصوت نبراتها ... أنهت المكالمة بعد أن شكرتنى لتخفيف آلامها ... ياااه ... وماذا عنى ؟؟؟ لمن سأشكو ؟؟ من يخفف عنى ؟؟؟ تقافزت صورة أختى ... نعم إنها صاحبة رسالتى الأخيرة ... كم دعمتنى من قبل ... بها ستنتهى الأزمة ... ارسلتها بكل انتصار غير متوقعة أى فرصة لفشل الوصول أو لعدم الرد ... ولكنى أيضًا انتظرت كثيرًا جدًا ... نظرت إلى الوقت ... صحيح ؛ إنه وقت نومها ... لم يشر الوقت فقط على أنه ميعاد نومها ... ولكن أيضًا إلى مرور الكثير منه دون جدوى , وأيضًا إلى اقتراب ساعة الصفر بينى وبين فرصتى لحل تلك الأمور شديدة التأزم ... أكملت بكائى ... انسدت كل الأبواب أمامى ... وبهتت كل الألوان ... كل من حولى قد نفذ معهم رصيدى باختلاف الأسباب ... ولكن ما زال هناك واحد فقط لم ينفذ معه رصيدى أبدًا , فقط لن يسألنى لماذا ؟ وما المقابل ؟ واحد فقط أن أشرح أو أبرر له , يا ربـى , يا من لا ينفذ معه رصيدى أبدًا , يا من أنت غنى عنى ولكنى فقيرة إليك , لا تصرف وجهك الكريم عنى لسوء ما عندى ولا تجازينى بقبح عملى ... ارحم يارب ضعف قوتى وهوانى على الناس ... يا رب افرجها من عندك ... واجعل لى بعضًا من الرصيد الذى استطيع أن أكمل به حياتى مع الناس , بعضًا من الرصيد الذى يحفظ لى ماء وجهى , بعضًا من الرصيد الذى يجعلنى أتم حديثى ... بعضًا من الرصيد الذى يعطينى بعض الأمل فى اصلاح تلك الأمور شديدة التأزم ... وأخذت أدعو وأدعوا ... رن هاتفى مؤشرًا عن وجود رسالة ... فى تباطؤ وتخاذل ذهبت لأراها ... وبعينين غير متلهفتين لمعرفة ما بها أو حتى من مرسلها ... فتحتها بفتور ... وكانت المفاجأة ... لا لم تكن منهم ... ولم ينصلح حال شبكة أمى ... ولم يفتح أبى هاتفه بعد ... ولم تعرف صديقتى همى ... ولم تصحُ بالطبع أختى ... وحتى لم تكن من رقم غريب يفرغ بعضًا من فراغه فى رسالة ... وانما كانت كالآتى : نظرًا لتجاوزكم خمس وأربعين دقيقة تم منحكم ثلاثة جنيهات ... !!!!!!!!

Zahraa



هناك تعليق واحد:

Abo-Harees يقول...

بصراحة هى رسالة وقصة جميله بس نفسى اتأكد من اللى وصلنى منك يا ترى ايه المقصود بالرصيد0
حكون سعيد لو اسمع جوابك


Get Image Rollover Effects at crazyprofile.com