2- الأدلة الصحيحة من الكتاب والسنة المتواترة على جواز ومشروعية العلاج بالقرآن
أولا : - الكتاب ( القرآن الكريم ) : -
الذي يؤيد العلاج بالقرآن وأن القرآن الكريم شفاء من كل داء ، قول الله عز وجل في سورة الإسراء : (( وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين ولا يزيد الظالمين إلا خسارا * وإذا أنعمنا على الإنسان أعرض ونأى بجانبه وإذا مسه الشر كان يؤوسا * قل كل يعمل على شاكلته فربكم أعلم بمن هو أهدى سبيلا * ويسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي وما أوتيتم من العلم إلا قليلا * ولئن شئنا لنذهبن بالذي أوحينا إليك ثم لا تجد لك به علينا وكيلا * إلا رحمة من ربك إن فضله كان عليك كبيرا )) ( سورة الإسراء من الآية 82 : 86 )
قال: ابن كثير - رحمه الله: القرآن شفاء ورحمة للمؤمنين، أي يذهب ما في القلوب من أمراض، من شك ونفاق وشرك وزيغ وميل. فالقرآن يشفي من ذلك كله، وهو أيضا رحمة يحصل فيها الإيمان والحكمة وطلب الخير والرغبة فيه، وليس هذا إلا لمن آمن به وصدقه واتبعه فإنه يكون شفاء في حقه ورحمة.
أما الكافر الظالم نفسه بذلك فلا يزيده سماعه للقرآن إلا بعدا وكفرا، والآفة من ذلك الكافر لا من القرآن لقوله تعالى : ( قل هو للذين آمنوا هدى وشفاء والذين لا يؤمنون في آذانهم وقر وهو عليهم عمى أولئك ينادون من مكان بعيد) 0
ويقول الإمام القرطبى فى تفسيره لهذه الأية " اختلف العلماء في كونه شفاء على قولين : ( الأول ) أنه شفاء للقلوب بزوال الجهل عنها وإزالة الريب ولكشف غطاء القلب من مرض الجهل لفهم المعجزات والأمور الدالة على الله تعالى , ( الثانى ) شفاء من الأمراض الظاهرة بالرقى والتعوذ ونحوه , وقوله تعالى : ( ورحمة للمؤمنين ) تفريح الكروب وتطهير العيوب وتكفير الذنوب مع ما تفضل به تعالى من الثواب في تلاوته , وقوله تعالى : ( ولا يزيد الظالمين إلا خسارا ) لتكذيبهم , وقوله تعالى : ( وإذا أنعمنا على الإنسان أعرض ونأى بجانبه ) أي هؤلاء الذين يزيدهم القرآن خسارا صفتهم الإعراض عن تدبر آيات الله والكفران لنعمه وقيل : نزلت في الوليد ابن المغيرة ومعنى نأى بجانبه أي تكبر وتباعد وناء مقلوب منه والمعنى : بعد عن القيام بحقوق الله عز وجل ( وإذا مسه الشر كان يؤسا ) أي إذا ناله شدة من فقر أو سقم أو بؤس يئس وقنط لأنه لا يثق بفضل الله تعالى , وقوله تعالى : ( قل كل يعمل على شاكلته ) قال ابن عباس : ناحيته وقاله الضحاك ومجاهد : طبيعته وعنه : حدته ابن زيد : على دينه الحسن وقتادة : نيته مقاتل : جبلته الفراء : على طريقته ومذهبه الذي جبل عليه وقيل : قل كل يعمل على ما هو أشكل عنده وأولى بالصواب في اعتقاده وقيل : هو مأخوذ من الشكل يقال : لست على شكلي ولا شاكلتي والمعنى : أن كل أحد يعمل على ما يشاكل أصله وأخلاقه التي ألفها وهذا ذم للكافر ومدح للمؤمن والآية والتي قبلها نزلتا في الوليد بن المغيرة ذكره المهدوي ( فربكم أعلم بمن هو أهدى سبيلا ) أي بالمؤمن والكافر وما سيحصل من كل واحد منهم وقيل : أهدى سبيلا أي أسرع قبولا وقيل : أحسن دينا وحكي أن الصحابة رضوان الله عليهم تذاكروا القرآن فقال أبو بكر الصديق رضي الله عنه : قرأت القرآن من أوله إلى آخره فلم أر فيه آية أرجى وأحسن من قوله تبارك وتعالى : قل كل يعمل على شاكلته فإنه لا يشاكل بالعبد إلا العصيان ولا يشاكل بالرب إلا الغفران , وروى البخاري ومسلم والترمذي عن عبد الله قال : بينا أنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في حرث وهو متكىء على عسيب إذ مر اليهود فقال بعضهم لبعض : سلوه عن الروح فقال : ما رأبكم إليه وقال بعضهم : لا يستقبلكم بشيء تكرهونه فقالوا : سلوه فسألوه عن الروح فأمسك النبي صلى الله عليه وسلم فلم يرد عليهم شيئا فعلمت أنه يوحى إليه فقمت مقامي فلما نزل الوحي قال : ( ويسئلونك عن الروح قل الروح من أمر ربي وما أوتيتم من العلم إلا قليلا ) وذهب أكثر أهل التأويل إلى أنهم سألوه عن الروح الذي يكون به حياة الجسد وقال أهل النظر منهم : إنما سألوه عن كيفية الروح ومسلكه في بدن الإنسان وكيف امتزاجه بالجسم واتصال الحياة به وهذا شيء لا يعلمه إلا الله عز وجل والصحيح الإبهام لقوله : قل الروح من أمر ربي أي هو أمر عظيم وشأن كبير من أمر الله تعالى مبهما له وتاركا تفصيله ليعرف الإنسان على القطع عجزه عن علم حقيقة نفسه مع العلم بوجودها وإذا كان الإنسان في معرفة نفسه هكذا كان بعجزه عن إدراك حقيقة الحق أولى وحكمة ذلك تعجيز العقل عن إدراك معرفة مخلوق مجاور له دلالة على أنه عن إدراك خالقه أعجز , وقوله تعالى : ( وما أوتيتم من العلم إلا قليلا ) اختلف فيمن خوطب بذلك والمراد العالم كله وهو الصحيح وعليه قراءة الجمهور , وقوله تعالى : ( ولئن شئنا لنذهبن بالذي أوحينا إليك ) يعني القرآن أي كما قدرنا على إنزاله نقدر على إذهابه حتى ينساه الخلق ويتصل هذا بقوله : وما أوتيتم من العلم إلا قليلا أي ولو شئت أن أذهب بذلك القليل لقدرت عليه ( ثم لا تجد لك به علينا وكيلا ) أي ناصرا يرده عليك ( إلا رحمة من ربك ) يعني لكن لا نشاء ذلك رحمة من ربك فهو استثناء ليس من الأول وقيل : إلا أن يرحمك ربك فلا يذهب به ( إن فضله كان عليك كبيرا ) إذ جعلك سيد ولد آدم وأعطاك المقام المحمود وهذا الكتاب العزيز " 0
هذا ما ذكره الإمام القرطبى فى تفسيره وإنى أرى أن الصواب قد جانب كل المفسرين فكل منهم فسر آيات القرآن الكريم بحسب فهمه ونشأته وعرفه الذى تعارف عليه وبحسب ما وصل إليه من أحاديث ومأثور القول الصحيح عن الصحابة والتابعين 0
وليس هذا معناه أنهم قد أصابوا مراد الله تعالى فى كلامه إنما دنوا من الصواب ويدل على ذلك أن القرآن يأتى يوم القيامة بكراً فيفسر نفسه , وهذا يفتح الباب لكل من أراد أن يدلى بتأويل لأية من آيات الكتاب العزيز شريطة الفهم الصحيح للغة العربية وأصولها ولمقاصد الآيات وأسبابها والناسخ والمنسوخ , وعلم القراءات والسنة الصحيحة0
لأن تأويل القرآن ليس حكراً على أحد دون أحد , كما أن القرآن جاء متحدياً للعرب فى الفصاحة والبيان وعلى هذا يمكن تأويله من ناحية اللغة , وأيضاً جاء ليحاكى ويعالج أعراف العرب يؤيد صحيحها وينبذ فاسدها وعلى هذا يمكن تأويله على العرف الصحيح الباقى بعد ظهور وإنتشار الإسلام , وجاء أيضاً مخاطباً للعقل الواعى المدرك وعلى هذا يمكن تأويل القرآن بحسب العقل المدرك المتزن لا المختل أو المنحاز , وجاء القرآن الكريم معجزاً فى كل شىء وعلى هذا لا يستطيع أحد من البشر تفسيره أو تأويله إلا بفتح من الله وفضل , ورغم هذا فإن للقرآن تأويلات عدة وكلها صحيحة 0
أولا : - الكتاب ( القرآن الكريم ) : -
الذي يؤيد العلاج بالقرآن وأن القرآن الكريم شفاء من كل داء ، قول الله عز وجل في سورة الإسراء : (( وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين ولا يزيد الظالمين إلا خسارا * وإذا أنعمنا على الإنسان أعرض ونأى بجانبه وإذا مسه الشر كان يؤوسا * قل كل يعمل على شاكلته فربكم أعلم بمن هو أهدى سبيلا * ويسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي وما أوتيتم من العلم إلا قليلا * ولئن شئنا لنذهبن بالذي أوحينا إليك ثم لا تجد لك به علينا وكيلا * إلا رحمة من ربك إن فضله كان عليك كبيرا )) ( سورة الإسراء من الآية 82 : 86 )
قال: ابن كثير - رحمه الله: القرآن شفاء ورحمة للمؤمنين، أي يذهب ما في القلوب من أمراض، من شك ونفاق وشرك وزيغ وميل. فالقرآن يشفي من ذلك كله، وهو أيضا رحمة يحصل فيها الإيمان والحكمة وطلب الخير والرغبة فيه، وليس هذا إلا لمن آمن به وصدقه واتبعه فإنه يكون شفاء في حقه ورحمة.
أما الكافر الظالم نفسه بذلك فلا يزيده سماعه للقرآن إلا بعدا وكفرا، والآفة من ذلك الكافر لا من القرآن لقوله تعالى : ( قل هو للذين آمنوا هدى وشفاء والذين لا يؤمنون في آذانهم وقر وهو عليهم عمى أولئك ينادون من مكان بعيد) 0
ويقول الإمام القرطبى فى تفسيره لهذه الأية " اختلف العلماء في كونه شفاء على قولين : ( الأول ) أنه شفاء للقلوب بزوال الجهل عنها وإزالة الريب ولكشف غطاء القلب من مرض الجهل لفهم المعجزات والأمور الدالة على الله تعالى , ( الثانى ) شفاء من الأمراض الظاهرة بالرقى والتعوذ ونحوه , وقوله تعالى : ( ورحمة للمؤمنين ) تفريح الكروب وتطهير العيوب وتكفير الذنوب مع ما تفضل به تعالى من الثواب في تلاوته , وقوله تعالى : ( ولا يزيد الظالمين إلا خسارا ) لتكذيبهم , وقوله تعالى : ( وإذا أنعمنا على الإنسان أعرض ونأى بجانبه ) أي هؤلاء الذين يزيدهم القرآن خسارا صفتهم الإعراض عن تدبر آيات الله والكفران لنعمه وقيل : نزلت في الوليد ابن المغيرة ومعنى نأى بجانبه أي تكبر وتباعد وناء مقلوب منه والمعنى : بعد عن القيام بحقوق الله عز وجل ( وإذا مسه الشر كان يؤسا ) أي إذا ناله شدة من فقر أو سقم أو بؤس يئس وقنط لأنه لا يثق بفضل الله تعالى , وقوله تعالى : ( قل كل يعمل على شاكلته ) قال ابن عباس : ناحيته وقاله الضحاك ومجاهد : طبيعته وعنه : حدته ابن زيد : على دينه الحسن وقتادة : نيته مقاتل : جبلته الفراء : على طريقته ومذهبه الذي جبل عليه وقيل : قل كل يعمل على ما هو أشكل عنده وأولى بالصواب في اعتقاده وقيل : هو مأخوذ من الشكل يقال : لست على شكلي ولا شاكلتي والمعنى : أن كل أحد يعمل على ما يشاكل أصله وأخلاقه التي ألفها وهذا ذم للكافر ومدح للمؤمن والآية والتي قبلها نزلتا في الوليد بن المغيرة ذكره المهدوي ( فربكم أعلم بمن هو أهدى سبيلا ) أي بالمؤمن والكافر وما سيحصل من كل واحد منهم وقيل : أهدى سبيلا أي أسرع قبولا وقيل : أحسن دينا وحكي أن الصحابة رضوان الله عليهم تذاكروا القرآن فقال أبو بكر الصديق رضي الله عنه : قرأت القرآن من أوله إلى آخره فلم أر فيه آية أرجى وأحسن من قوله تبارك وتعالى : قل كل يعمل على شاكلته فإنه لا يشاكل بالعبد إلا العصيان ولا يشاكل بالرب إلا الغفران , وروى البخاري ومسلم والترمذي عن عبد الله قال : بينا أنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في حرث وهو متكىء على عسيب إذ مر اليهود فقال بعضهم لبعض : سلوه عن الروح فقال : ما رأبكم إليه وقال بعضهم : لا يستقبلكم بشيء تكرهونه فقالوا : سلوه فسألوه عن الروح فأمسك النبي صلى الله عليه وسلم فلم يرد عليهم شيئا فعلمت أنه يوحى إليه فقمت مقامي فلما نزل الوحي قال : ( ويسئلونك عن الروح قل الروح من أمر ربي وما أوتيتم من العلم إلا قليلا ) وذهب أكثر أهل التأويل إلى أنهم سألوه عن الروح الذي يكون به حياة الجسد وقال أهل النظر منهم : إنما سألوه عن كيفية الروح ومسلكه في بدن الإنسان وكيف امتزاجه بالجسم واتصال الحياة به وهذا شيء لا يعلمه إلا الله عز وجل والصحيح الإبهام لقوله : قل الروح من أمر ربي أي هو أمر عظيم وشأن كبير من أمر الله تعالى مبهما له وتاركا تفصيله ليعرف الإنسان على القطع عجزه عن علم حقيقة نفسه مع العلم بوجودها وإذا كان الإنسان في معرفة نفسه هكذا كان بعجزه عن إدراك حقيقة الحق أولى وحكمة ذلك تعجيز العقل عن إدراك معرفة مخلوق مجاور له دلالة على أنه عن إدراك خالقه أعجز , وقوله تعالى : ( وما أوتيتم من العلم إلا قليلا ) اختلف فيمن خوطب بذلك والمراد العالم كله وهو الصحيح وعليه قراءة الجمهور , وقوله تعالى : ( ولئن شئنا لنذهبن بالذي أوحينا إليك ) يعني القرآن أي كما قدرنا على إنزاله نقدر على إذهابه حتى ينساه الخلق ويتصل هذا بقوله : وما أوتيتم من العلم إلا قليلا أي ولو شئت أن أذهب بذلك القليل لقدرت عليه ( ثم لا تجد لك به علينا وكيلا ) أي ناصرا يرده عليك ( إلا رحمة من ربك ) يعني لكن لا نشاء ذلك رحمة من ربك فهو استثناء ليس من الأول وقيل : إلا أن يرحمك ربك فلا يذهب به ( إن فضله كان عليك كبيرا ) إذ جعلك سيد ولد آدم وأعطاك المقام المحمود وهذا الكتاب العزيز " 0
هذا ما ذكره الإمام القرطبى فى تفسيره وإنى أرى أن الصواب قد جانب كل المفسرين فكل منهم فسر آيات القرآن الكريم بحسب فهمه ونشأته وعرفه الذى تعارف عليه وبحسب ما وصل إليه من أحاديث ومأثور القول الصحيح عن الصحابة والتابعين 0
وليس هذا معناه أنهم قد أصابوا مراد الله تعالى فى كلامه إنما دنوا من الصواب ويدل على ذلك أن القرآن يأتى يوم القيامة بكراً فيفسر نفسه , وهذا يفتح الباب لكل من أراد أن يدلى بتأويل لأية من آيات الكتاب العزيز شريطة الفهم الصحيح للغة العربية وأصولها ولمقاصد الآيات وأسبابها والناسخ والمنسوخ , وعلم القراءات والسنة الصحيحة0
لأن تأويل القرآن ليس حكراً على أحد دون أحد , كما أن القرآن جاء متحدياً للعرب فى الفصاحة والبيان وعلى هذا يمكن تأويله من ناحية اللغة , وأيضاً جاء ليحاكى ويعالج أعراف العرب يؤيد صحيحها وينبذ فاسدها وعلى هذا يمكن تأويله على العرف الصحيح الباقى بعد ظهور وإنتشار الإسلام , وجاء أيضاً مخاطباً للعقل الواعى المدرك وعلى هذا يمكن تأويل القرآن بحسب العقل المدرك المتزن لا المختل أو المنحاز , وجاء القرآن الكريم معجزاً فى كل شىء وعلى هذا لا يستطيع أحد من البشر تفسيره أو تأويله إلا بفتح من الله وفضل , ورغم هذا فإن للقرآن تأويلات عدة وكلها صحيحة 0
هناك 3 تعليقات:
المعلومات دى فادتنى جدا جدا
اشكرك على مجهودك دا يا استاذ عبدالرحمن
وجزاك الله كل خير
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا أؤمن بأن القرآن شفاء وهدى ونور ولكني أحب أن يكون المريض هو من يعالج نفسه بالقرآن أي يقرأه بنية الشفاء أو يقرأ عليه شخص يحبه بصدق كأب أو أم حتى يكون صادقا في نيته أما ما يحدث من أن يذهب المريض الى شخص غريب ليقرأ عليه فلا أحبه والله أعلم
جزاك الله خيرا على هذا الموضوع الجميل
تحياتي وتقديري
جزاكم الله خيرا
إرسال تعليق